إن مراقبي ومراقبات دليل ميشلان، بصفتهم الباعِثين الأساسيين له مند سنة 1933، هم روح الدليل قلبه النابض ولولاهم لما تسنى لأي مجموعة مختارة من المطاعم أن ترى النور.
إن الرجال والنساء الذين تتكون منهم فرق المراقبة هم مستكشفون بما تحمله الكلمة من معنى وشغفهم بالطهي يجري جريان الدم في عروقهم. يعد الواحد من مراقبي دليل ميشلان أكثر من 250 طبق غير مسمى كل سنة يتم توثيقها في تقارير وهي أطباق قد تكون خاصة بأفخم القصور أو الكانتينات الحضرية أو الأوبرجات أو أكشاك طعام الشوارع أو أرقى الطاولات أو البيستروات الصغيرة.
يتصرف المراقب، الذي يكون موظفا صلب مجموعة ميشلان، مثل أي حريف آخر ليكون على يقين من أن القراء سيعيشون لاحقًا بنفس التجربة التي عاشها. عدم الكشف عن هويته واستقلاليته يمثلان أكثر أسلحته فاعلية في هذه المغامرة! وعليه، فإنه يطلب تناول الغداء أو تناول العشاء ويدفع ثمن كل ما طلبه مثل أي شخص آخر.
لكن حذار، فهذا لا ينفي جانب أن هذه المهنة تتطلب خبرة حقيقية إلى جانب مهارات دقيقة. فبالإضافة إلى تجربة مهنية مشهود بها في مجالي الفنادق والمطاعم لمدة 10 سنوات على الأقل، يجب أن يتوفر على حس ذوق مرهف وأن يكون قادرًا على ترك أذواقه الشخصية جانبًا للحكم على مطبخ مؤسسة ما بأكبر قدر ممكن من الموضوعية وأن يكون ذو معرفة واسعة بالمنتجات عامة وبمنتجات كل جهة وبثقافات الطهي في مختلف أصقاع العالم.